3
   
  SITE FERME الموقع مقفول *
  الاعتدال مطلوب في كل شيء
 
الأخ عبد الله نهاري للتلاميذ: "الاعتدال مطلوب في كل شيء سوى في الدراسة، فالمطلوب الحصول على أعلى المعدلات" استضافت جمعية النهضة التربوية الثقافية الاجتماعية بوجدة فضيلة الداعية الأستاذ عبد الله نهاري خطيب مسجد الكوثر، ليلقي بين يدي التلاميذ محاضرة بعنوان "ماذا يعني انتمائي للإسلام"، استعرض فيها القواعد الأربعة التي يتأسس عليها الإسلام: العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات. استهل الأستاذ المحاضر كلمته بتعريف العقيدة الصحيحة وآثارها في حياة المسلم اليومية. وبحسب الأخ نهاري، فإن العقيدة أو علم التوحيد هي الأساس الذي يبنى عليه هذا الدين، وتعني كذلك معرفة الله تعالى من خلال دليل الفطرة و الدليل الشرعي والأدلة العقلية الكثيرة. مستشهدا بالمراجع الثلاثة التي ألفها سعيد حوى رحمه الله في أصول هذا الدين وهي "الله جل جلاله" و"الرسول صلى الله عليه وسلم" و"الإسلام". والعقيدة ليست أفكارا يجب على التلميذ أن يحفظها فقط كالصفات الواجبة في حق الله تعالى كالوجود والقدم والكلام...، إنما هي تمثُّل لمعاني يجب أن تترجم إلى سلوكك يومي. فإذا علمت أن الله يسمع /صفة السميع، فإنك تحب أن لا يسمعك إلا وأنت تقول أطيب الكلام وتحتاط دائما من الغيبة والنميمة ... وكذلك بالنسبة لصفة البصير، تجعلك حريصا على أن لا يراك الله في أماكن الخلاعة والمعصية وفي مقاهي الأنترنت تنظر إلى عورات النساء (يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور) (يعلم السر وأخفى)، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ،(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا). أتستطيع أن تتعاطى للقرقوبي والله يراك؟ أتستطيع أن تزني بفتاة تدرس معك والله يراك؟ لذلك كانت العقيدة هي أول العلوم الربانية. لابد إذن أن يميز المسلم بين الإيمان وبين الفكرة، فالإيمان غير قابل للتغيير كالأفكار. ثم بعد أن أعرف الله ورسوله، وأقمت الأساس، يجب أن أضع القواعد الأخرى للإسلام. فإذا عرفت الله، وجب علي أن أجيب عن السؤال: لم خلقني الله؟ قال تعالى : "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". العبادات هي المحور الثاني كما جاء في البرنامج التربوي للتلاميذ وهي تكون صحيحة ما دامت العقيدة صحيحة. ولا تكون إلا بعلم يؤخذ من العلماء الثقات المشهود لهم بالاعتدال والوسطية والحكمة والجدال بالتي هي أحسن. لأن هناك من انبرى لتصحيح العقيدة لكنه تطرف في ذلك. أصبح يرى كل عمل جديد بدعة... وأغرق في الفروع والجزئيات وأهمل الأصول والمضمون ....ففرق عوض أن يجمع وهناك من قدس الأشخاص وبالغ في الخرافات. وهذا ينبغي أن يعيه الشباب جيدا، لأن الأمة في حاجة إلى شباب معتدل ومتنور. بعد العبادات ، تأتي الأخلاق . فإذا استقامت العلاقة العمودية بين المسلم وربه، وجب عليه أن يعلم أن أثقل ما في ميزان العبد يوم القيامة الأخلاق. ولذلك كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن."وإنك لعلى خلق عظيم". فلا يعقل أن يصدر من شاب مسلم سلوك ينافي طاعة الوالدين واحترام الجيران مثلا. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن أكرمكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا). ويمكن أن نصوغ كل ذلك في المعادلة التالية: عقل صحيح (الفكر)+ إيمان صحيح ( طاقة)=حركة صحيحة وهذا جلي في قول الحق عز وجل"أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس" وعكس ذلك إذا كانت الفكرة خاطئة ، مصدرها شيطاني أو خرافي، والإيمان الخاطئ تكون النتيجة حركة خاطئة في المجتمع . فالبدع هي انحرافات فكرية، وكذلك العلمانية التي تريد إسلاما بدون مصادر...وتريد أن تعزل الدين عن الحياة وتشيع الفواحش. الحركةالصحيحة الواعية في طريق الهداية والاستقامة هي ثمرة الفهم السليم والإيمان الراسخ وفق الكتاب والسنة. حركة في اتجاه المعبود وحركة في اتجاه العباد. فأنت "عمل صالح" وليس كابن نوح لأنه من العصاة. ولهذا فإن الحركة الإسلامية جاءت ثمرة طبيعية وليست شيئا غريبا في الأمة... ولهذا ربط القرآن دائما بين الإيمان والعمل الصالح:"الذين آمنوا وعملوا الصالحات..." المطلوب من المسلم إذن أن يكون صالحا مصلحا. لا يكتفي بأن يكون عبدا لله منزويا بعيدا عن المجتمع بل يجب أن يسعى إلى دعوة من حوله بالحكمة والموعظة الحسنة. "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"، "يا أيها المدثر قم فأنذر". فالدعوة إلى الله فريضة ولولاها ما بقي الإسلام. ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة). كما حث التلاميذ على التفوق في تحصيل العلم لأن الأمة في حاجة إلى الأطر الكفأة المتخصصة التي تخلصها من التبعية، قائلا "إن الاعتدال مطلوب في كل شيء سوى في الدراسة، فالمطلوب الحصول على أعلى المعدلات". ونبه الشباب إلى مجموعة من الانحرافات التي قد تصاحب التدين... وإلى أخطر فتنة تهددهم ألا وهي فتنة النساء. ولذلك يركز عليها أعداء الأمة لغواية الشباب بوسائل شيطانية خبيثة. (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما فتن الذين من قبلكم). alislah.ma 2006/5/29
 
  -->