3
   
  SITE FERME الموقع مقفول *
  خطر التشيع والتنصير في المغرب العربي
 

عبد الله نهاري: الشيخ "كشك المغربي" لـ "الفقه الإسلامي": حركة تشيع واسعة تضرب بلدان المغرب العربي!

 

الشيخ عبد الله نهاريحذر الشيخ عبد الله نهاري الخطيب الأشهر بشرق المغرب من حركة تشيع واسعة تضرب البلاد والمغرب العربي في الوقت الحالي، مؤكدا أن هذا الاختراق يتم بشكل خطير حتى في المناطق التي كان الجميع يظن أنها بعيدة عن هذا التهديد.

وأوضح الشيخ نهاري الذي يلقب بـ"الشيخ كشك" المغربي، وتحظى خطبه بمتابعة واسعة من طرف المغاربة، في حوار خص به "الفقه الإسلامي" أن الشيخ يوسف القرضاوي "تأخر" في التحذير من إصرار الشيعة على اكتساب أتباع جددا بالبلدان السنية أملا في الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، مؤكدا في الوقت نفسه أن العلماء والخطباء والوعاظ ورجال الإعلام وكل نخب المجتمع باتت ملزمة بتوضيح موقفها من هذا الموضوع، وتحديد خطة شاملة للحد من مخاطره التي بدت نذرها تظهر في بلدان مسلمة كالعراق ولبنان.
وأضاف الخطيب المغربي أن الشيعة باستمرارهم في مخططاتهم يشغلون علماء الأمة عن مواجة مخاطر التنصير والتغريب والعلمنة وتأثيرات التيارات الفكرية الهدامة التي باتت تستقطب الشباب العربي المسلم، وتبعده عن دينه.

وشدد في حواره مع "الفقه الإسلامي" على ضرورة إعادة ترتيب الأولويات من طرف علماء الأمة وتوحيد الجهود بناء على أسس واضحة، للوقوف في وجه كل ما من شأنه تهديد عقيدة المسلمين وارتباطهم بدينهم.
 

وفيما يلي نص الحوار:

خطر شيعي؟

- ما تزال تداعيات تحذير الشيخ يوسف القرضاوي من "الخطر الشيعي" تثير جدلا واسعا بالعالم الإسلامي، حيث رأى فيها البعض إحياء "للفتنة"، فيما أكد البعض الآخر أنها جاءت في وقتها للرد على إصرار الشيعة بدعم من إيران على "التبشير" بالتشيع داخل البلدان السنية. ما هو موقفكم من هذا الموضوع علما أن الإحصائيات تشير إلى تنامي عدد المتشيعين بالمغرب؟

- بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله تعالى وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد شكري لـ"الفقه الإسلامي" على هذه الاستضافة، أود أن أؤكد أن التشيع صار خطرا حقيقيا على بلدان العالم الإسلامي والمغرب منها، ونفي هذا الموضوع مجرد تحايل على الواقع.

وأذكر شخصيا عام 1980، خلال وجودي بالعاصمة السويدية ستكولهوم، أن عددا من الدعاة المسلمين تحدثوا لي وقتها عن كون الشيعة يقفون عرقلة أمام دخول الكثير من السويديين وغيرهم للإسلام، ويوجدون مشاكل كثيرة المسلمون هناك في غنى عنها..

وللأسف لم يعط علماء المسلمين الأهمية لهذا الموضوع سواء داخل أوروبا أو داخل الأمة الإسلامية، وعاشوا يتجاهلون الفكرة بشكل أو بآخر حتى وصلنا للوقت الحاضر، حيث طفا المشكل على السطح، واتضح أن المئات والآلاف من المسلمين السنة تشيعوا لأسباب مختلفة. حتى إن تقرير الحريات الدينية الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا أكد أن المغرب مثلا يحتضن 3000 مواطن متشيع !

الغريب أن علماءنا وفي مقدمتهم الدكتور يوسف القرضاوي لما فاض به الكيل وتحدث عن هذا الخطر الشيعي، ثار البعض ضده حتى من ضمن علماء السنة، فيما وصفته وكالة "مهر" الإيرانية بأوصاف بشعة، لا يرضى بها أي مسلم.

والقرضاوي لم يفعل سوى الواجب حتى إنه اعترف أنه كان يؤجل الموضوع أملا في استيعاب الشيعة وقياداتهم الفكرة ويكفوا عن مخططاتهم من خلال الحوارات الثنائية، لكن للأسف استمروا في مشروعهم..

القرضاوي رائد الوسطية

- البعض اتهم الدكتور القرضاوي بإثارة الفتنة، وبالحديث عن المشكل في غير محله وفي غير زمانه...

- الدكتور القرضاوي معروف لدى القاصي والداني باعتداله ووسطيته، حتى إنها صارت تعرف به ويعرف بها، كما أنه أحد رموز التقريب بين المذاهب في العالم الإسلامي. ومواقف الشيخ ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، وباقي الاعتداءات المسلحة على بلدان المسلمين واضحة، وقدم الدكتور القرضاوي إلى جانب إخوانه من علماء الأمة، كل الدعم للمقاومة ولثوابت الأمة. ومن السذاجة اتهام الشيخ بالسعي للتفرقة وزرع الفتنة بين المسلمين.. لكن للوسطية والاعتدال مفهوم آخر ربما لا يستوعبها البعض، وقد قضى الشيخ القرضاوي سنوات طويلة وهو يسعى لإقناع رموز القيادات الشيعية في إيران على وقف مشاريع التشييع بالبلاد السنية، حتى إن برنامج التقريب بين المذهبين الشيعي والسني كان يرتكز على أهداف محددة ضمنها وقف التشييع في البلاد التي يغلب فيها المذهب الآخر. لكن الشيعة للأسف مصرون على مشروعهم..

خطر التشيع بالمغرب العربي

- تحدثتم عن الحالة المغربية وظهور بوادر انتشار التشيع فيها، كيف توصفون ذلك، وهل صحيح ما نشرته تقارير إعلامية من توسع دائرة المتشيعين لتشمل مناطق مغربية كثيرة، خاصة شمال وشرق البلاد؟

- سأتحدث عن مدينة وجدة ومدن شرق المغرب على سبيل المثال.. فبحكم احتكاكي اليومي بالمواطنين واطلاعي على تفاصيل تطورات الملف الشيعي بالمغرب، أستطيع التأكيد بأن التشيع بات يخترق صف شباب المنطقة بشكل مقلق. ووعيا مني بضرورة أداء واجبي في مواجهة هذا الخطر، ألقيت خطبا عديدة تسلط الضوء على التشيع من خلال المصادر الشيعية نفسها، وتحديد الموقف منها بناء على كتاب الله تعالى نفسه. مباشرة بعدها بدأت أتلقى تهديدات من طرف مجهولين...

إلى جانب ذلك، صار بعض الشباب يتواصلون معي يوميا وهم في حالة من التيه الفكري بسبب الأفكار التي يتلقونها والتي تزعزع عقيدتهم وتصورهم للثوابت الإسلامية الصحيحة. وقد تأكد لي من خلال تواصلي مع هؤلاء الشباب أن هناك ما يشبه "التأطير" الذي يتعرضون له من طرف أشخاص مجهولين يهدفون لغرس أفكار شيعية في عقولهم مستغلين الفراغ الفكري والروحي الذي يعاني منه الكثير من الشباب...
فكيف يمكن تصور حوار بين الطرفين في ظل هذا الهجوم المتعمد... الحوار مع الشيعة يجب أن يكون واضحا ومبنيا على أسس واضحة، والخلاف موجود ولا فائدة من إنكاره.

خطر التنصير كذلك

- من الانتقادات التي وجهها البعض للتحذيرات من "الخطر الشيعي" هي أنها تخلط الأولويات وتعطي الأهمية لمحاربة مذهب إسلامي على محاربة التنصير مثلا؟

- هذا ما على علماء الأمة الحذر منه: الاستمرار في "التبشير" للمذهب داخل البلدان التي يغلب فيها المذهب الآخر، هو نشر للفتنة حقيقة، وإلهاء للأمة عن التحديات التي تواجهها، وخلط للأولويات وتضييع للجهد والوقت.

والتنصير مثلا بلغ مبلغا عظيما، والمنصرون الإنجيليون يستغلون كل الطاقات التي لديهم - بشريا وماديا - لتمويل حملاتهم على بلاد المسلمين.

وبحسب إحصائيات المتخصصين في متابعة هذا الموضوع فقد بلغ عدد "المتطوعين" لنشر التنصير عام 2008، 13 مليون شخص، 7 ملايين منهم يتوزعون في إفريقيا لوحدها. وما يحدث في جنوب السودان، والعراق، والجزائر وبلدان إسلامية أخرى يدمي القلب. وفي المغرب بات خطر المنصرين أكبر من أي وقت مضى، حتى إن بعضهم تجرأ لإصدار منشورات خاصة داخل مدن مغربية كما هو الحال في مدينة "العيون الشرقية" القريب من وجدة على الحدود الجزائرية. والمنصرون يطورون وسائلهم حتى إنهم يستغلون ثورة الفضائيات والانترنت لنشر أفكارهم، ويحملون المهاجرين العائدين لبلدانهم خلال العطل أطنانا من الأناجيل والكتب التنصيرية...

فماذا فعلنا نحن لمواجهة هذا الخطر؟ ثم أليس شغل المسلمين بمشاكل تزيد من تشتتهم وتفرقهم جريمة في هذا الإطار العام؟ أليس الأولى توحيد الجهود في مختلف أقطار العالم الإسلامي لوقف موجة التنصير والتغريب والعلمنة، عوض الانشغال في معارك جانبية يستغلها الأعداء والخصوم لتقوية مخططاتهم داخل جسدنا المتهالك؟..

الحل قرآني

- في هذا السياق العام، الكل يتساءل عن الأفق هل هو مظلم إلى هذه الدرجة، ما الحل، كيف يجب تحصين وحدة المسلمين والجسد المسلم ضد التيارات الدخيلة التي تهدد عقيدته ووحدته؟

- الحل يبدأ من إصلاح علاقة الشاب ـ والإنسان المسلم عموما ـ بالقرآن. القرآن هو أساس الإسلام، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تشكل التفسير العملي لكتاب الله، كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها حينما سئلت عن خلق القرآن فأجابت "كان خلقه القرآن".. هذا ما نريد أن نصل إليه، أن يصبح خلقنا القرآن.. نأخذ التوجيهات منه، ونبني أفكارنا على هدى من نوره الذي لا يضل من اهتدى به. الحرب التي يتعرض لها المسلمون حرب فكرية تستهدف التأثير سلبا على هذه العلاقة، فأعداء الأمة يعلمون أنه طالما بقي هذا القرآن حيا في قلوب أهله لن تنفع خططهم البتة.. وأولا فوائد العودة السليمة إلى كتاب الله هو تحصين الجسد المسلم وتوحيد جهود علماء الأمة ضد خصومها.

وصدق الله إذ يقول "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" آية 26 سورة فصلت، فالأعداء يعلمون أن لا نصر لهم والقرآن موجود في الوقع... الحل واضح ويجب أن يبدأ من القرآن.

محاربة الجهل والتفكك الأسري

- وما هي ملامح الطريق نحو مواجهة هذه الانحرافات الفكرية التي تؤثر على عقيدة المسلم.؟

- كما قلت الحل ينبني على ما جاء في كتاب الله. وهنا أؤكد لا بد من محاربة الجهل بملء الفراغ الفكري والروحية بالحقيقة الدينية العلمية التي لا يقبل العقل سواها كونها منسجمة مع نواميس الكون. و لا مناص في هذا السياق من ضرورة إعادة المسجد إلى ممارسة دوره الحقيقي الأصيل في توحيد المسلمين وتثقيفهم وزرع بذور العلم والفكر السليم في عقولهم.

كما يجب الاهتمام بتكوين الخطباء وحالتهم المادية، وهؤلاء يجب عليهم بدورهم بذل جهود متواصلة لتطوير أساليب اشتغالهم ومسايرتهم للتطورات التي يعرفها الواقع. لا بد كذلك من إنشاء سياسة تعليمية تكون التعاليم الإسلامية والدروس الشرعية حاضرة فيها في جميع المستويات على عكس ما يطالب به بعض التغريبيين من بني جلدتنا.

ولا أنسى كذلك توجيه دعوة لرجال الإعلام والفن والفكر والسياسة لمراعاة ثوابت الأمة في ما يصدر عنهم من أفكار وتصرفات.. وبخصوص العلماء والدعاة سواء على مستوى العالم الإسلامي أو داخل كل دولة، أقول آن الأوان لتوحيد الجهود في إطار جمعيات ومؤسسات لتفعيل الأداء وتقويته، وعيب علينا أن نسمع بجمعيات توحد جهود الراقصات، في حين نرى العلماء والدعاة والوعاظ مشتتين...

إذا ما تمت مراعاة كل ذلك ولو بشكل نسبي، فلا شك أن الأسباب التي تقف وراء تكريس "قابلية" الشباب المسلم للتأثر بالأفكار الدخيلة ـ والتي تتلخص في الفراغ الفكري والروحي ـ ستنتفي.. مثلما ستنتفى دواعي الصراعات المذهبية التي تطفو على السطح بين المسلمين.. والكل سيتحمل المسؤولية أمام الله تعالى في نهاية المطاف.

 

 
  -->